المرحوم عقيدة علي المهيري

ولد المرحوم عقيدة علي المهيري في مدينة العين عام 1920 في وقت كانت فيه أبسط الأمراض قادرة على الفتك بحياة الآخرين، وكانت فيه الإمكانيات البسيطة والخبرات المتراكمة عند ذوي الخبرة في الطب الشعبي تساعد على إنقاذ حياة الكثيرين.

وبعد وفاة والديه في مرحلة الشباب، اعتمد عقيدة على نفسه مبكراً فعمل بالغوص والزراعة وبعض المهن الأخرى البسيطة، إلا أنه وفي العشرين من عمره عمل في مهنة الطب الشعبي، وتعلّم على يد جدته ممارسة الطب الشعبي منذ أكثر من سبعين سنة، وتكونت لديه دراية عميقة بكيفية معالجة أكثر من خمسين نوعاً من الأمراض الخطيرة على الإنسان، واستطاع بذكائه أيضاً أن يطور أدوات الحجامة، وعالج خلال ممارسته هذه المهنة الإنسانية العظيمة آلاف المرضى.

وكان يعتبر عقيدة موسوعة علمية وثقافية واجتماعية ملمة بجميع مجالات الحياة، وهو مدرك بحقيقة الأنساب وأصولها وملم بجغرافية الأرض في كل من أبوظبي والعين ودبي. كما توفرت لديه خبرة جيدة في ترميم الأفلاج وصيانتها، وحظي في ذلك بثقة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان - طيب الله ثراه - ليساهم في ترميم وصيانة أفلاج العين المختلفة.

لم يتوانى عن علاج من يلجأ إليه ممن يرون في الطب الشعبي فائدةً لهم، من غير مقابل أو بأجر زهيد تحت إلحاح المرضى. كما أنه لم يبخل عن توفير أية معلومات تتعلق بمهنته للباحثين والدارسين المهتمين بالطب الشعبي من ناحية علمية حديثة، واستفاد من خبرته العديد من الناس في الدولة وخارجها، فقد علم كل من طلب منه هذا العلم سواء طلبة الطب أو الباحثين. ولم تقف خبرة عقيدة عند حد معرفته الشخصية بل نقل هذه الخبرة لحفيده عيسى، وقد تعلم ذلك من جده وله دراية فيه ممارساً الوسم على بعض المرضى.

للاشتراك في النشرة الإخبارية