المرحوم صالح اليعربي

لم تحول الإعاقة الجسدية التي أصيب بها صالح اليعربي في ريعان شبابه بينه وبين تحقيق طموحاته، لتكون لجهوده عبر مختلف المقالات والمؤلفات والمحاضرات التي عمل عليها أثر بين في المجتمع المحلي للدولة، ليكون مثالاً إيجابياً لتخطي التحديات والتغلب على المصاعب في المجتمع.

وقد قَدِمَ صالح اليعربي من عمان إلى إمارة أبوظبي عام 1975، وعلى الرغم من إصابته بالشلل في العشرين من عمره، إلا أنه ازداد إصرارً على السعي وتحقيق طموحه والعمل لخدمة المجتمع. ولم يعقه الكرسي المتحرك عن متابعة تحصيله العلمي، فحصل على الشهادة الثانوية، ثم عمل ليؤمن نفقات تعليمه الجامعي حتى تخرج من الجامعة بدرجة امتياز في الاختصاص الذي اختاره.

كتب صالح العديد من المقالات في الصحف المحلية مثل "الاتحاد" و"الخليج" فألهم القراء وجذب الانتباه. كما ألّف مجموعة من الكتب التي بعثت الأمل في النفوس بموضوعاتها التي ترسم أفقاً مشرقاً للتصميم والتحدي وتحض على التغلب على الصعاب.

تتضمن مؤلفاته "لا إعاقة بل إرادة وانطلاقة" و"خواطر وقراءات" و"فيض المشاعر" و"إشراقة وانطلاقة" و"رحلتي مع الصبر" و" إعجاز وإنجاز". كما ألقى العديد من المحاضرات عبر منابر علمية منها جامعة الإمارات في مدينة العين وكليات التقنية بأبوظبي وجامعة الحصن والمدارس لعرض تجربته وحث وتحفيز الطلاب على طلب العلم والسعي لتحقيق طموحاتهم.

وكان دائمًا ينصح ويوعي إلى أهمية المثابرة والتصميم، ويشجع ذوي الاحتياجات الخاصة على الإيمان بقدراتهم وطموحاتهم والسعي إلى تحقيقها دون كلل. كما عرف أيضًا بالتزامه بالتطوع مع المنظمات والمؤسسات الخيرية ومنها الهلال الأحمر الإماراتي.

للاشتراك في النشرة الإخبارية