عبدالمنعم عيسى السركال
الإمارات العربية المتحدة
يُعد عبدالمنعم السركال من الشخصيات الإماراتية التي أثرَت مجالي الفنون والثقافة، وساهم بدور ريادي في حراك المشهد الثقافي في دولة الإمارات والمنطقة.
وتحول شغف عبدالمنعم السركال بالثقافة والفنون الإبداعية إلى واقع في منطقة القوز في دبي، فقد أسّس في عام 2008 "السركال أفينيو" أحد أهم المراكز الثقافية في المنطقة، والذي يضم بين أروقته المعارض والمسارح الفنية، وأصبح مع الأيام نقطة التقاء للحوار والابتكار.
وفي عام 2019 أسس عبد المنعم "مؤسسة السركال للفنون" وهي مؤسسة غير ربحية هدفها دعم الفنانين والباحثين والطلبة، وتقديم منح وفرص وبرامج إقامة لهم. وقد ساهمت جهوده الريادية في ترسيخ مكانة دبي ودولة الإمارات كوجهة عالمية للفن والثقافة والإبداع. كما يسهم عبد المنعم في المجتمع الفني الدولي من خلال عضويته في مجالس استشارية لمؤسسات فنية مرموقة مثل متحف تيت ومؤسسة سولومون آر. غوغنهايم.
حاز عبد المنعم على وسام فارس في الفنون والآداب من الحكومة الفرنسية (Ordre des Arts et des Lettres)، ووسام الإمارات للثقافة والإبداع تقديراً لإسهاماته المتميزة في دعم المشهد الثقافي والفني.
الراحل ديفيد هيرد
الإمارات العربية المتحدة
يُعد الراحل ديفيد هيرد من الشخصيات البارزة التي ارتبط اسمها بالتاريخ الحديث لدولة الإمارات. قدِم ديفيد إلى أبوظبي في ستينيات القرن الماضي وعمل مهندسًا في قطاع النفط، وكان له دور أساسي في المراحل الأولى من تطوير هذا القطاع، حتى عُين بعد ذلك مستشارًا للمجلس الأعلى للبترول ليسهم في تحديد أبرز ملامح قطاع الطاقة في الدولة.
وخلف هذا العمل، كان هناك عطاء خفي اجتهد فيه ديفيد في الماضي، ليكون مرجعاً وثائقياً في مستقبل الوطن وحاضره، حيث وثّق وبشكل كبير مراحل التطور في دولة الإمارات بدءًا من صيد اللؤلؤ والتجارة إلى قيام دولة قوية مزدهرة، كما كان مؤرخاً وكاتباً شغوفاً وألّف العديد من الكتب المهمة عن التاريخ النفطي وتطوره في المنطقة. وفي عام 2019 تبرع ديفيد لمكتبة جامعة نيويورك أبوظبي بأرشيف يضم أكثر من 440 وحدة أرشيفية جمعها على مدى أكثر من 50 عام، لتصبح مرجعاً ثرياً للباحثين والطلبة.
توفي ديفيد هيرد عام 2024، وبقيَ إرثه شاهداً على جهوده الرائدة والمُلهمة في دعم التعليم والتبادل الثقافي والمساهمة في حفظ تاريخ دولة الإمارات.
المرحوم سلطان علي العويس
الإمارات العربية المتحدة
شخصية غنية عن التعريف بعطائها وإسهاماتها المتميزة في الحفاظ على الموروث الثقافي والعمل الخيري. كرّس المرحوم سلطان العويس حياته وما يملك خدمةً للثقافة والمعرفة وعمل الخير في دولة الإمارات والمنطقة.
وإيماناً بدور الثقافة في تعزيز المعرفة والإبداع، أسّس المرحوم "جائزة سلطان بن علي العويس الثقافية" في عام 1987 والتي مازالت قائمةً حتى يومنا هذا، إذ تُعد من أبرز الجوائز الأدبية في العالم العربي كرَّم من خلالها مئات الكُتاب والمثقفين.
وإلى جانب إسهاماته في القطاع الثقافي، تبنّى المرحوم سلطان العديد من المبادرات الإنسانية والتنموية، مثل إنشاء المدارس والمستشفيات، وساهم في تعزيز التعليم والرعاية الصحية محلياً وإقليمياً. وانطلاقًا من ايمانه بأهمية تطوير البنية التحتية، فقد بادر المرحوم سلطان ببناء خمسة سدود رئيسة في الفجيرة وعجمان، ما زالت توفّر المياه للمزارعين حتى يومنا هذا.
وفي عام 1996 قلّد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه المرحوم سلطان بوسام زايد من الدرجة الثانية تقديرًا لإسهاماته الوطنية والثقافية.
توفي سلطان العويس عام 2000، تاركًا إرثًا مُلهمًا يرتكز على الولاء والعطاء والتفاني في خدمة الإنسانية، حتى احتفت به اليونسكو في شهر يونيو من عام 2025 بالذكرى المئوية لميلاده تقديراً لإسهاماته البارزة في إثراء المشهدين الثقافي والأدبي الإماراتي والعربي، ولدوره في ترسيخ قيم الإبداع والمعرفة التي تتماشى مع رسالة اليونسكو في تعزيز الثقافة والهوية الإنسانية.
المرحوم محمد إبراهيم عبيد الله
الإمارات العربية المتحدة
انطلاقاً من إيمانه الراسخ بأن التقدّم يبدأ من خدمة الإنسان، سخَّر المرحوم محمد إبراهيم بن عبيدالله جهوده في المجال الإنساني والخيري، وفي دعم وتطوير الرعاية الصحية في دولة الإمارات.
وتتضمن أبرز إسهاماته تأسيس "مستشفى عبيد الله لعلاج كبار المواطنين" في رأس الخيمة عام 2009 ، وهو أول مستشفى متخصص من نوعه في الدولة. كما ساهم في تطوير منشآت صحية أخرى، من بينها "مركز غسيل الكلى" في رأس الخيمة و"مركز جراحة الفم والوجه والفكين في مستشفى راشد" في دبي، وامتد عطاؤه السخي ليشمل مجالات أخرى كالتعليم وتقديم المنح الدراسية للطلبة للمحتاجين.
كان المرحوم محمد عضوًا مؤسسًا في "جمعية بيت الخير"، وقد شغل عضوية مجلس إدارتها لأكثر من ثلاثة عقود، وكان داعماً لبرامج طبية وإغاثية وتنموية أسهمت في تعزيز الرعاية الصحية للكثيرين.
وقد كُرم المرحوم محمد خلال حياته بجوائز عديدة من أبرزها جائزة رئيس الدولة التقديرية عام 2012، وجائزة أوائل الإمارات عام 2017، وجائزة الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم للعلوم الطبية، وذلك تقديرًا لإسهاماته المتميزة في مجالي العمل الإنساني والرعاية الصحية.
توفي محمد إبراهيم عبيد الله عام 2025، تاركًا بصمة بارزة في الكرم والإنسانية وخدمة الوطن، ليظل أثر إسهاماته باقيًا ومُلهمًا للأجيال القادمة.
موزة محمد الحفيتي
الإمارات العربية المتحدة
تعتبر السيدة موزة الحفيتي نموذجاً مُلهماً في ميدان التعليم، امتدت مسيرتها المهنية لأكثر من عقدين كمعلمة في مجمع زايد التعليمي في دبا الفجيرة. وتُعرف موزة الحفيتي بإسهاماتها المبتكرة الهادفة إلى تطوير البيئة التعليمية لطلابها، والتزامها بإعداد جيل واعٍ ومبدع يلتزم بالقيم ويحرص على المعرفة. وتتضمن أبرز المشاريع التي ابتكرتها السيدة موزة لطلابها سجادة الصلاة الرقمية التفاعلية لتعليم الصلاة، والمكتبة الرقمية التي أطلقتها خلال جائحة كوفيد-19. كما نفذت العديد من المبادرات التعليمية بهدف تنمية مهارات الطلبة وغرس القيم في نفوسهم. وساهمت أيضاً في تدريب وتأهيل المعلمين من خلال ورش عمل وبرامج إرشادية تطوعية.
وقد حظيت جهودها بتقدير واسع محلياً ودولياً، حيث أدرج اسمها ضمن قائمة أفضل 50 مرشحاً لجائزة أفضل معلم في العالم GEMS Education Global Teacher Prize. كما نالت عدداً من الجوائز ومن أبرزها جائزة خليفة التربوية وجائزة حمدان بن راشد للأداء التعليمي المتميز وجائزة الشارقة للتميز التربوي.
موزة الحفيتي قدوة للأبناء، ومثالٌ لمن ترك أثراً تربوياًّ بإبداع.
عبيد كنيش الهاملي
الإمارات العربية المتحدة
السيد عبيد كنيش الهاملي هو أحد روّاد العمل الخيري والتنموي والمجتمعي في دولة الإمارات، ورجل أعمال إماراتي جسّدت مسيرته قيم الكرم والإخلاص في خدمة الوطن.
كانت مسيرة عبيد كنيش الهاملي حافلة بالعطاء على الرغم من الأوقات الصعبة التي عاشها بفقدانه والدية منذ الصغر، لحظات زادت من عزيمته واصراره على تحقيق طموحاته.
عمل عبيد في ستينيات القرن الماضي مرشداً ميدانياً لفرق التنقيب عن النفط في منطقة الظفرة، وامتدت إسهاماته إلى مجالي التعليم والتنمية الاجتماعية. فقد كان من أوائل الذين شجعوا أبناء منطقة الظفرة على التعليم وإكمال دراساتهم العلمية، حيث أطلق عام 1998 "جائزة عبيد بن كنيش الهاملي للتفوق والتميز التعليمي"، وهي الأولى من نوعها في منطقة الظفرة، ساهمت بدورها في تشجيع الطلبة والمعلمين على الإبداع والتميز، وعززت من مستوى التعليم في المنطقة.
جسّد عبيد بن كنيش الهاملي نموذجًا مشرفًا للعطاء، وخلّف أثرًا إنسانيًا سيبقى مصدر إلهام للأجيال القادمة.
سالم حمد المنصوري وفاطمة ماجد المنصوري
الإمارات العربية المتحدة
بعد رحيل ابنتهما زهية ذات الخمس سنوات، اختار الوالدان سالم وفاطمة المنصوري أن يحوّلا ألم الفقد إلى أملٍ وحياةٍ جديدة للآخرين بقرارٍ إنساني يجسّد قيم العطاء المتأصلة في المجتمع الإماراتي.
ففي خطوة تعبّر عن الرحمة، قررت أسرة المنصوري التبرع بأعضاء ابنتهم زهية، ليسهم هذا القرار الشجاع في إنقاذ ثلاثة أشخاص داخل الدولة وخارجها، من بينهم طفلان ومريضٌ بالغ.
وكونها أول أسرة إماراتية تقدم على هذه الخطوة النبيلة، ساهمت مبادرة سالم وفاطمة المنصوري في دعم برنامج "حياة" للتبرع بالأعضاء في دولة الإمارات، لتتحول قصتهما إلى نموذجٍ إنساني يجسّد كيف يمكن لفعلٍ واحدٍ شجاع أن يترك أثراً إيجابياً في المجتمع، ويضيف بعداً آخر للتفاني في مساندة الآخرين.
تُجسّد أسرة المنصوري رسالة أملٍ خالدة تُجسّد أسمى معاني الإنسانية، وتؤكد أن العطاء لا ينتهي حتى بعد الرحيل.
حمامه عبيد خميس
الإمارات العربية المتحدة
ولدت حمامة في مدينة الذيد، حيث اكتسبت منذ صغرها من الآباء مهنة التداوي بالطب الشعبي، واجتهدت لخدمة المجتمع بتوفير العلاجات العشبية وخدمات العلاج بالكي والقبالة التقليدية.
وعلى مدى أكثر من سبعة عقود استقبلت حمامه في منزلها آلاف المرضى من مختلف إمارات الدولة ومنطقة الخليج، وقدّمت لهم العلاج دون مقابل، مؤمنةً بأن مداواة الآخرين هي رسالة إنسانية وواجب اجتماعي.
وفي زمنٍ لم تكن فيه المستشفيات الحديثة متوفرة، كان لدور حمامة أثرٌ كبير في تلبية احتياجات الناس الصحية، إذ عملت قابلةً وأسهمت في ولادة العديد من الأطفال، لتصبح رمزاً للعطاء والرعاية في المجتمع المحلي.
حمامة، بعطائها وكرمها وإخلاصها في خدمة الآخرين، تجسّد مثالاً صادقاً ومُلهمًا للخير والروح الإنسانية.
معالي راشد عبد الله النعيمي
الإمارات العربية المتحدة
يُعدّ معالي راشد عبد الله النعيمي من أبرز الشخصيات الوطنية في دولة الإمارات، حيث ارتبطت مسيرته ارتباطاً وثيقاً بتاريخ الدولة.
ترعرع معالي راشد في بيئة غرست فيه قيم النزاهة والكرم وخدمة الوطن، وهي القيم التي وجّهت مسيرته الحافلة بالعطاء والإنجاز.
وتولّى معاليه عدداً من المناصب القيادية البارزة، من بينها وزير الدولة للشؤون الخارجية من عام 1977 إلى 1990، ومن ثم وزير الخارجية من عام 1990 إلى 2006 وقد كان له دور مهم في صياغة السياسة الخارجية للدولة وتعزيز حضورها الإقليمي والدولي. كما تضمنت المناصب التي شغلها في بداية مسيرته منصب وكيل وزارة الإعلام والسياحة.
وكان معاليه المفوض العام الأول لجناح أبوظبي في إكسبو 1970 أوساكا، في اليابان، حيث شارك ممثلاً لإمارة أبوظبي، وأسهم في إرساء أسس العلاقات مع اليابان وفتح آفاق جديدة للتقارب السياسي والاقتصادي بين البلدين. وعلى الرغم من التحديات التي واجهها خلال تلك المهمة، فقد تمكّن من توفير الموارد اللازمة لتقديم جناح مشّرف للإمارة، الأمر الذي جعل من تلك المشاركة نقطة انطلاق لبناء قاعدة راسخة للتعاون بين البلدين.
إلى جانب ذلك، عُرف عن معاليه التزامه تجاه المجتمع وحرصه على المبادرات الإنسانية والعمل الخيري. وكانت من أبرز إسهاماته تأسيس "مركز راشد لعلاج السكري والأبحاث " عام 2010 و" مبرة راشد بن عبد الله النعيمي الخيرية" عام 2012.
ويُعدّ معاليه من الشخصيات التي لها إسهامات واسعة في المجال الثقافي، فقد ألف أول رواية إماراتية حديثة "شاهنـده" عام 1971، كما يُعدّ كتابه "زايد: من مدينة العين إلى رئاسة الاتحاد" مرجعاً وطنياً مهماً يوثق مسيرة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.
سيظل معالي راشد عبد الله النعيمي نموذجاً يحتذى به في الإخلاص والعمل بجد من أجل الوطن والمجتمع.